اعتراض قانوني على إنهاء عقد في فترة التجربة في السعودية: كيف تعترض قانونياً؟
أكتوبر 13, 2025المقال السابق: إنهاء عقد العمل خلال فترة التجربة بدون تعويض في السعودية: متى يتحول الإنهاء إلى فصل تعسفي
تُعد فترة التجربة في عقد العمل السعودي مرحلة دقيقة، يُفهمها البعض بشكل خاطئ على أنها فترة يجوز فيها إنهاء عقد العمل دون أي تبعات.
في الواقع، ورغم الصلاحيات الممنوحة للطرفين في المادة (53) من نظام العمل، فإن القانون يحمي العامل من الإنهاء التعسفي أو الذي يتم بدوافع غير مشروعة وغير مرتبطة بتقييم الأداء والخبرة العملية.
يهدف هذا المقال إلى الإجابة عن التساؤلات حول اعتراض قانوني على إنهاء عقد في فترة التجربة في السعودية.
للحصول على استشارة قانونية في قضايا العمل تواصل الآن مع محامي عمالي عبر زر الواتساب
جدول المحتويات
متى يحق للعامل الاعتراض قانوني على إنهاء عقد في فترة التجربة؟
على الرغم من مرونة الإنهاء خلال فترة التجربة في قانون العمل السعودي، إلا أن حق العامل في تقديم اعتراض قانوني يظهر عندما يكون إنهاء العقد مخالفاً للقانون، ويتحقق ذلك في الحالات التالية:
- الفصل التعسفي أو الكيدي: إذا ثبت أن قرار إنهاء العقد لم يكن مبنياً على تقييم مهني لكفاءة العامل أو خبرته.
- الإنهاء بدافع الانتقام: إذا كان الفصل نتيجة لمطالبة العامل بحق نظامي مشروع (مثل تعويض الإجازات أو المطالبة بالراتب).
- التمييز غير المشروع: إذا كان سبب الإنهاء مرتبطاً بالتمييز على أساس الجنس، أو العرق، أو الدين، أو أي دوافع شخصية لا علاقة لها بالعمل.
- المخالفة الإجرائية: إذا تم إنهاء العقد بعد تجاوز المدة المحددة نظاماً (90 يوماً)، أو لم يتم توثيق تمديد فترة التجربة كتابة وبموافقة الطرفين وفقاً للشروط النظامية.
في أي من هذه الحالات، يتحول الفصل من إجراء نظامي إلى فعل غير مشروع، ويصبح العامل مؤهلاً لتقديم شكوى والمطالبة بالتعويض أمام المحكمة العمالية.
خطوات الاعتراض القانوني أمام الجهات المختصة
لتحويل الاعتراض على إنهاء عقد العمل خلال فترة التجربة إلى مسار قانوني فعال، يجب على العامل اتباع سلسلة من الخطوات الإجرائية المنظمة، بدءاً من التسوية الودية وصولاً إلى المحكمة العمالية.
تتمثل هذه الخطوات فيما يلي:
- تقديم شكوى التسوية الودية (الأولى): يجب على العامل أولاً تقديم الشكوى عبر منصات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
تهدف هذه الخطوة إلى محاولة حل النزاع ودياً بين العامل وصاحب العمل. - صياغة معروض الشكوى: إذا فشلت التسوية الودية، يتم تحويل النزاع إلى المحكمة العمالية.
تتطلب هذه المرحلة إعداد معروض شكوى قانوني ومفصل، يوضح وقائع إنهاء العقد، ويُحدد الأساس القانوني لـ “الفصل التعسفي“، ويُرفق به كافة المستندات الداعمة. - رفع الدعوى أمام المحكمة العمالية: يقوم العامل برفع الدعوى بشكل إلكتروني عبر منصة “ناجز” التابعة لوزارة العدل، مستخدماً ملف الدعوى الذي تم إعداده بعد فشل التسوية الودية.
- إثبات التعسف والضرر: خلال جلسات المحكمة، يقع عبء الإثبات على العامل لتقديم الأدلة والقرائن التي تؤكد أن إنهاء العقد لم يكن مبنياً على تقييم مهني سليم، بل كان تعسفياً أو كيدياً.
الأدلة والمستندات التي تقوي الاعتراض
لتقوية موقفك في الاعتراض القانوني أمام المحكمة العمالية وإثبات أن الإنهاء كان تعسفياً، يجب التركيز على تجميع الأدلة التالية:
- عقد العمل ووثيقة الإنهاء: مستندات أساسية لإثبات وجود العلاقة العمالية وشروطها، وأي اتفاق خاص حول تمديد فترة التجربة.
- المراسلات الإلكترونية: رسائل البريد أو المحادثات التي تثبت وجود خلافات سابقة غير مرتبطة بالأداء أو مطالبة بحقوق نظامية (كدليل على الدافع الكيدي).
- تقارير الأداء الإيجابية (إن وجدت): أي تقييمات سابقة تُخالف سبب الفصل المعلن (عدم الكفاءة) تضعف حجة صاحب العمل.
- إثبات التمييز: في حال كان الاعتراض مبنياً على التمييز، يجب تقديم الأدلة التي تُثبت أن الفصل كان لدوافع شخصية وليست مهنية.
أمثلة عملية على اعتراضات ناجحة
تؤكد السوابق القضائية أن إنهاء عقد العمل خلال فترة التجربة يُعتبر تعسفياً ويستوجب التعويض متى ثبتت الدوافع غير المهنية:
- الفصل الانتقامي: نجاح عامل فُصل بعد مطالبته بحق نظامي مشروع (مثل إجازة) مباشرةً، حيث رأت المحكمة أن السبب الفعلي للإنهاء هو تجنب الحق وليس تقييم الأداء.
- الفصل لرفض المخالفة: حكم لصالح عامل تم إنهاء عقد العمل خلال فترة التجربة له بعد رفضه توقيع مستند مخالف للأنظمة، مما أثبت الدافع الكيدي والانتقامي.
- التمييز غير المهني: اعتُبر الفصل تعسفياً عندما ثبت أن السبب الحقيقي لإنهاء العقد لم يكن متعلقاً بالكفاءة، بل بدوافع شخصية أو تمييزية لا صلة لها بالتقييم المهني.
هذه الأمثلة تُبرز أن المحاكم تنظر إلى جوهر دوافع الإنهاء وليس مجرد استغلال فترة التجربة.
دور المحامي في صياغة الاعتراض وتمثيل العامل
يُعد دور المحامي المتخصص حاسماً في قضايا الاعتراض القانوني على إنهاء عقد العمل، ولا يقتصر على التمثيل بل يشمل:
- تقييم التعسف: تحليل دقيق لقرار إنهاء العقد وتحديد فرص نجاح المطالبة بالتعويض وفق نظام العمل.
- صياغة الدعوى: إعداد معروض شكوى احترافي ومُركَّز، يربط الأدلة بالمواد القانونية التي تثبت الفصل التعسفي.
- إدارة الأدلة: توجيه العامل لجمع الأدلة القوية وتقديمها بشكل نظامي للمحكمة العمالية.
- التمثيل والدفاع: الترافع الفعال أمام المحكمة لضمان تحقيق العدالة والحصول على التعويض العادل عن إنهاء العقد غير المبرر.
الأسئلة الشائعة
أبرز الاسئلة التي تطرح حول مقالنا اعتراض قانوني على إنهاء عقد في فترة التجربة في السعودية
في الختام، يتضح أن حق صاحب العمل في اعتراض قانوني على إنهاء عقد في فترة التجربة في السعودية ليس حقاً مطلقاً، بل هو مقيد بحماية العامل من التعسف والانتقام.
إن معرفة حقوقك، وفهم حالات الفصل التعسفي، والالتزام بالخطوات الإجرائية الصحيحة لرفع الدعوى هي مفاتيحك للنجاح في المطالبة بالتعويض. لا تُخاطر بضياع حقك. فالحصول على استشارة قانونية متخصصة في الوقت المناسب قد يغير مسار قضيتك تمامًا.
لا تدع قرار الإنهاء التعسفي يُنهي مسيرتك المهنية تواصل معنا الآن للحصول على استشارة قانونية
قد يهمك أيضاً:
الاعتراض على حكم دعوى فصل تعسفي
أسباب رفض دعوى الفصل التعسفي
إجراءات تسوية خلافات الفصل التعسفي
حاصل على درجة بكلوريوس اختصاص شريعة إسلامية – جامعة أم القرى – معدل ممتاز.
خبرة واسعة في تقديم العديد من الخدمات والاستشارات القانونية للعملاء الأفراد والشركات وفي كافة القضايا.
