سقوط الحق في رفع الدعوى العمالية في السعودية: متى يفقد العامل حقه؟
أكتوبر 18, 2025
يُمثّل نظام العمل السعودي إطارًا قانونيًا يحفظ حقوق طرفي العلاقة العمالية، ويضمن للعامل حق اللجوء إلى القضاء للمطالبة بمستحقاته عند نشوء نزاع.
ومع ذلك، وكأي نظام قانوني في العالم، تضع اللوائح ضوابط زمنية لرفع الدعاوى؛ وإلا سقط الحق في المطالبة بها بما يُعرف بـ التقادم المسقط.
نتناول في هذا المقال الجوانب القانونية لـ سقوط الحق في رفع الدعوى العمالية في السعودية، ونوضح متى يبدأ احتساب المدة.
وكيف يمكن للعامل أن يتفادى الوقوع في فخ التقادم، ويضمن بذلك فرصة رفع دعوى عمالية بالسعودية بنجاح.
لتفادي الوقوع في فخ التقادم تواصل الآن مع محامي عمالي خبير عبر زر الواتساب
جدول المحتويات
ما معنى سقوط الحق في رفع الدعوى العمالية؟
يشير مصطلح سقوط الحق في رفع الدعوى العمالية إلى مبدأ التقادم المسقط وهو مبدأ قانوني يعني أن
حق العامل في المطالبة القضائية بحق ناشئ عن علاقة العمل لا يُسمع أمام المحاكم العمالية بعد انقضاء فترة زمنية محددة في النظام، حتى لو كان هذا الحق ثابتًا ومستحقًا له في الأصل.
بعبارة أخرى، لا يعني السقوط أن الحق المالي نفسه قد زال من ذمة صاحب العمل، بل يعني أن حق المطالبة القانونية أمام المحكمة أصبح غير مقبول شكليًا بمرور الزمن.
وهذا المبدأ، الذي يُعد من قواعد النظام العام، يهدف إلى
- استقرار المعاملات القانونية.
- إغلاق باب النزاعات القديمة التي يصعب إثباتها أو نفيها بعد طول أمد.
مما يمنح العلاقة العمالية إطاراً زمنياً حاسماً لا يجوز تجاوزه. ومن هنا، يتحول الحق المؤكد في المطالبة إلى حق طبيعي غير قابل للإجبار القضائي، ما لم يحدث استثناء يوقف سريان هذه المدة أو يقطعها.
المدد النظامية لرفع الدعوى العمالية في السعودية
المدة الأساسية التي يحددها نظام العمل السعودي لرفع الدعاوى العمالية هي سنة واحدة (اثنا عشر شهرًا) وتُعرف قانونيًا باسم “مدة التقادم المسقط”.
1. المدة الأساسية:
لا تُقبل أمام المحاكم العمالية أي دعوى تتعلق بالمطالبة بحق من الحقوق المنصوص عليها في هذا النظام أو الناشئة عن عقد العمل بعد مضي اثني عشر شهرًا (سنة واحدة) من تاريخ انتهاء علاقة العمل.
2. متى تبدأ المدة؟
تبدأ مدة السنة من تاريخ انتهاء العلاقة العمالية فعليًا، ويشمل ذلك:
- تاريخ انتهاء عقد العمل المحدد المدة.
- تاريخ إنهاء عقد العمل غير محدد المدة (سواء بالفصل أو الاستقالة).
- تاريخ ترك العامل للعمل أو تاريخ توقف الأجر (في حالة النزاع على تاريخ الإنهاء).
3. ما هي الاستثناءات؟
لا يسري مبدأ التقادم، وبالتالي لا تسقط الدعوى بعد مرور السنة، في حالتين رئيسيتين:
- الإقرار بالحق: إذا أقر المدعى عليه (صاحب العمل) بالحق المطالب به أمام المحكمة.
- العذر المشروع: إذا قدم العامل عذراً مشروعاً ومقبولاً للمحكمة لتبرير تأخره في رفع الدعوى خلال المدة النظامية.
الحالات التي يسقط فيها الحق
يسقط حق العامل في رفع دعوى عمالية بالسعودية، أو تُصبح دعواه غير مقبولة شكليًا، في عدة حالات رئيسية:
التقادم المسقط (مرور المدة المحددة):
وهو الحالة الأبرز، حيث يسقط حق المطالبة القضائية بعد مرور اثني عشر شهرًا (سنة واحدة) من تاريخ انتهاء العلاقة العمالية.
مثال على ذلك هو المطالبة بحقوق لم تُرفع بعد إنهاء عقد العمل خلال فترة التجربة بدون تعويض وتجاوزت هذه المهلة.
التسوية النهائية والتنازل الصريح:
يسقط الحق عند توقيع العامل على مخالصة نهائية صريحة بعد انتهاء العقد، يُقر فيها باستلام جميع مستحقاته والتنازل عن أي مطالبات أخرى لاحقة تتعلق بالعقد المنتهي.
عدم الاعتراض في المدة المحددة:
قد تتطلب بعض القرارات الإدارية، مثل اعتراض قانوني على إنهاء عقد في فترة التجربة، مدداً قصيرة لتقديم الاعتراض على القرار نفسه. عدم تقديم هذا الاعتراض في وقته يسقط الحق في الطعن على الإجراء.
عدم إتباع الإجراءات النظامية:
عدم استكمال الإجراءات الأولية لفض النزاع، مثل عدم اللجوء إلى التسوية الودية بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أولاً، قد يؤدي إلى رفض الدعوى شكلاً لحين تصحيح الإجراء.
أثر سقوط الحق على العامل وصاحب العمل
يؤدي سقوط الحق إلى خسارة العامل لفرصته في المطالبة القضائية وتنفيذ حقوقه، بينما يمنح صاحب العمل حماية قانونية واستقرارًا في مركزه المالي والإداري عبر إنهاء النزاع بالدفع الشكلي.
أولاً: أثر سقوط الحق على العامل (المدعي)
يؤدي سقوط الحق في رفع الدعوى العمالية إلى خسارة العامل بشكل رئيسي في ثلاث نقاط:
- رفض الدعوى شكليًا: لا تنظر المحكمة في جوهر المطالبة (الأجور/التعويضات)، وتكتفي بإصدار قرار بعدم قبول الدعوى بناءً على الدفع بالتقادم.
- فقدان قوة التنفيذ: يفقد العامل وسيلته القانونية لإجبار صاحب العمل على السداد، ورغم بقاء الحق دينيًا، يصبح غير قابل للتنفيذ قضائياً.
- هدر الجهد والوقت: تضيع جهود العامل في التسوية الودية وأمام المحكمة، حيث ينتهي المسار بالرفض الشكلي لرفع دعوى عمالية.
ثانياً: الأثر على صاحب العمل (المدعى عليه)
بالنسبة لصاحب العمل، يُعد مبدأ سقوط الحق حماية قانونية تحقق هدفين رئيسيين:
- استقرار المراكز القانونية: يتحرر صاحب العمل قضائياً من المطالبات القديمة التي يصعب إثباتها أو الدفاع عنها بعد مرور فترة طويلة، مما يساهم في استقرار أوضاعه المالية والإدارية.
- كسب الدعوى بالدفع الشكلي: يستفيد صاحب العمل بالدفع بالتقادم؛ وهو دفاع شكلي قوي يُمكّنه من كسب الدعوى وإنهاء النزاع فورًا، دون الحاجة لتقديم أدلة أو بينات بخصوص صحة أو عدم صحة المطالبة الأصلية.
- تأكيد المخالصة والتسوية: إذا كان العامل قد وقع على مخالصة تفيد إنهاء عقد العمل خلال فترة التجربة بدون تعويض واستلم كافة مستحقاته، فإن مرور مدة التقادم يعزز من حجية هذه المخالصة ويجعلها شبه نهائية وغير قابلة للطعن مستقبلاً.
دور المحامي في التنبيه على المدد النظامية وتفادي ضياع الحقوق
يُعد دور المحامي حاسمًا لحماية حقوق العاملين من السقوط بالتقادم. تبدأ أهميته مبكرًا، حيث تكون مرحلة فترة التجربة في قانون العمل السعودي منطلقًا شائعًا للنزاعات التي تُنهى فيها العقود بسرعة، مما يرفع خطر ضياع الحقوق إذا لم يتم التدخل القانوني في الوقت المناسب.
لذا، يتمثل الدور المحوري للمحامي في:
- التوعية بالتقادم: التنبيه الفوري على مدة السنة الواحدة الحاسمة لـ رفع دعوى عمالية بالسعودية وضمان عدم تجاوزها.
- تحديد نقطة الانطلاق: تحديد التاريخ الدقيق لانتهاء العلاقة بما في ذلك بعد انقضاء فترة التجربة لتثبيت بداية احتساب التقادم.
- وقف السريان: اتخاذ الإجراءات لقطع سريان التقادم، كتقديم الشكوى الودية أو صياغة اعتراض قانوني على إنهاء عقد في فترة التجربة.
- منع التنازل: مراجعة المخالصات والتسويات لمنع توقيع العامل على تنازل يُستخدم كدليل على سقوط حقه.
الأسئلة الشائعة
أبرز الأسئلة التي تطرح حول مقالنا سقوط الحق في رفع الدعوى العمالية
إن فهم مبدأ سقوط الحق في رفع الدعوى العمالية في السعودية، أو ما يُعرف بالتقادم، هو خط الدفاع الأول عن المستحقات.
ورغم أن الحقوق العمالية هي حقوق مضمونة بموجب نظام العمل، إلا أن القانون لا يحمي الساكت عنها بعد انقضاء المدة المحددة.
تبدأ النزاعات العمالية بخطوات قد تبدو بسيطة مثل تمديد فترة التجربة كتابة وبموافقة الطرفين، ولكن قد يتطور الأمر ليفقد العامل حقه بالكامل إذا لم يلتزم بالمهلة الزمنية. لذلك، فإن الاستشارة القانونية الفورية هي التزام وليست خياراً.
لا تدع الزمن يسقط حقك! تواصل معنا الآن لبدء إجراءات التسوية ورفع دعوى عمالية قبل فوات الأوان

حاصل على درجة بكلوريوس اختصاص شريعة إسلامية – جامعة أم القرى – معدل ممتاز.
خبرة واسعة في تقديم العديد من الخدمات والاستشارات القانونية للعملاء الأفراد والشركات وفي كافة القضايا.