رفض الدعوى في قضايا العلامات التجارية في السعودية: الأسباب والحلول القانونية (دليلك لعام 2025)
أغسطس 25, 2025المقال السابق: كيفية استئناف حكم تقليد علامة تجارية في السعودية (دليل شامل لعام 2025)

في إحدى القضايا التجارية بالرياض، تقدم صاحب علامة مسجلة بدعوى ضد منافس اتهمه بتقليد العلامة. لكن المحكمة رفضت الدعوى لعدم كفاية الإثبات، مما أدى إلى خسارته فرصة حماية حقوقه التجارية.
مثل هذه الحالات شائعة في قضايا العلامات التجارية، إذ إن رفض الدعوى في قضايا العلامات التجارية قد يكون شكليًا بسبب نقص المتطلبات النظامية أو موضوعيًا لعدم تحقق التقليد. لذلك، من المهم فهم أسباب الرفض والإجراءات النظامية المتاحة لتفادي ضياع الحقوق.
للتواصل مع مستشار قانوني متخصص في قضايا العلامات التجارية ومراجعة قضيتك، اضغط على زر الواتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتويات
أسباب رفض الدعوى في قضايا العلامات التجارية
تعود أبرز أسباب رفض دعوى في قضايا العلامات التجارية إلى ثلاثة عناصر أساسية: نقص الإثبات، عدم اختصاص المحكمة، وانعدام المصلحة النظامية للمدعي.
نقص الإثبات
من أكثر الأسباب شيوعًا لرفض دعوى في قضايا العلامات التجارية، عدم تقديم الأدلة الكافية من أجل إثبات التقليد أو التشابه الجوهري بين العلامتين.
إذ نصّت المادة (4) من نظام العلامات التجارية على أن الحماية النظامية لا تُمنح إلا للعلامة المسجلة، وبالتالي فإن عدم تقديم شهادة التسجيل أو مستندات فنية تثبت التشابه يؤدي غالبًا إلى رفض الدعوى.
عدم الاختصاص
قد يصدر قرار بالرفض إذا قُدمت الدعوى أمام محكمة غير مختصة.
فالاختصاص بنظر نزاعات العلامات التجارية ينعقد للمحاكم التجارية فقط، وذلك بموجب المادة (16) من نظام المحاكم التجارية.
لذا، رفع دعوى أمام جهة أخرى كالمحاكم العامة أو العمالية يجعلها غير مقبولة شكلاً.
انعدام المصلحة
وفقًا للمادة (3) من نظام المرافعات الشرعية، لا تُقبل أي دعوى إذا لم يكن للمدعي مصلحة قائمة ومشروعة، سواء كانت مصلحة حالية أو محتملة يقرها النظام.
على سبيل المثال، إذا رفع شخص دعوى حماية علامة لا يملكها أو لم يُثبت حقه فيها، فإن المحكمة ترفض الدعوى شكلاً لانتفاء المصلحة.
الفرق بين الرفض الشكلي والموضوعي في قضايا العلامات التجارية
يُقصد بالرفض الشكلي النواقص الإجرائية التي يمكن تداركها، بينما الرفض الموضوعي يتعلق بانتفاء التقليد أو غياب الأساس النظامي للحق المدعى به.
الرفض الشكلي (نواقص الدعوى)
الرفض الشكلي في قضايا العلامات التجارية يرتبط بعيوب في شكل الدعوى أو إجراءاتها، لا في أصل الحق المدعى به. ومن أبرز هذه النواقص:
- عدم استيفاء صحيفة الدعوى للبيانات الإلزامية مثل اسم المدعى عليه أو عنوانه الكامل.
- إغفال تقديم شهادة تسجيل العلامة التجارية محل النزاع.
- رفع الدعوى أمام محكمة غير مختصة نوعيًا أو مكانيًا.
هذه الحالات لا تُسقط حق المدعي في الحماية النظامية لعلامته، بل يمكنه تلافي النواقص وإعادة تقديم الدعوى بشكل صحيح بعد استكمال المتطلبات.
الرفض الموضوعي (غياب التقليد)
أما الرفض الموضوعي فيتعلق بجوهر النزاع، ويصدر عندما ترى المحكمة أن الدعوى تفتقر إلى أساس نظامي أو أن العلامة المدعى تقليدها لا تتشابه جوهريًا مع علامة المدعي.
ويُعتبر هذا النوع من الرفض نهائيًا في الغالب، إذ لا يمكن إعادة رفع الدعوى إلا إذا ظهرت أدلة جديدة أو مستندات تثبت وجود التقليد أو الضرر.
الإجراءات القانونية بعد رفض الدعوى في قضايا العلامات التجارية
بعد رفض دعوى في قضايا العلامات التجارية يمكن للمدعي اللجوء إلى عدة طرق نظامية، أهمها الاستئناف خلال 30 يومًا، أو إعادة تقديم الدعوى بعد استيفاء النواقص، أو التماس إعادة النظر في حالات خاصة.
الاستئناف
يحق للمدعي الطعن في قرار رفض الدعوى أمام محكمة الاستئناف التجارية خلال 30 يومًا من تاريخ تبليغه بالحكم، وفقًا للمادة (178) من نظام المرافعات الشرعية.
ويتيح الاستئناف إعادة النظر في الحكم من الناحية القانونية والإجرائية، خصوصًا إذا كان الرفض قائمًا على أسباب قابلة للنقاش.
إعادة تقديم الدعوى
إذا كان الرفض صادرًا لأسباب شكلية مثل نقص البيانات أو إغفال مستند أساسي، فيمكن للمدعي إعادة رفع الدعوى بعد استكمال المتطلبات النظامية.
ويُعد هذا الخيار متاحًا فقط في حالة الرفض الشكلي وليس الموضوعي.
التماس إعادة النظر
في بعض الحالات الاستثنائية، يمكن للمدعي التقدم بطلب التماس إعادة النظر إذا ظهرت وقائع جديدة لم تكن مطروحة أمام المحكمة، مثل:
- اكتشاف مستند جوهري تم حجبه سابقًا.
- ثبوت صدور شهادة زور كان لها أثر مباشر في الحكم.
- ويُعتبر هذا الإجراء استثنائيًا ويُقبل فقط في الحالات التي نص عليها النظام بشكل صريح.
أهمية المحامي في تجنب رفض الدعوى في قضايا العلامات التجارية
المحامي المتخصص في العلامات التجارية يضمن تدقيق صحيفة الدعوى واستيفاء الشروط النظامية والإثباتات اللازمة، مما يقلل من احتمالية رفضها أمام المحكمة.
كيف يمنع المحامي رفض الدعوى من البداية؟
دور المحامي يبدأ قبل رفع الدعوى، حيث يعمل على التأكد من قوة الملف القانوني وخلوه من العيوب الإجرائية أو الموضوعية. وتشمل مهامه الأساسية:
- تدقيق لائحة الدعوى والتأكد من استيفاء البيانات والشروط النظامية وفقًا لنظام المرافعات الشرعية.
- جمع الأدلة الكافية مثل تقارير خبراء الملكية الفكرية أو الشهادات الفنية التي تثبت التشابه بين العلامتين.
- تحديد الجهة القضائية المختصة بنظر النزاع (المحكمة التجارية) لضمان قبول الدعوى شكلاً.
- مراجعة قانونية شاملة للملف قبل التقديم عبر منصة ناجز، بما يضمن سلامة الإجراءات وعدم وجود ثغرات.
وجود محامٍ متخصص لا يحمي فقط من رفض الدعوى، بل يزيد من فرص كسب القضية والحصول على التعويض المناسب.
الأسئلة الشائعة
إحصائية رسمية عن القضايا التجارية
تشير إحصاءات وزارة العدل السعودية لعام 2023 إلى أن نسبة رفض الدعاوى التجارية – بما في ذلك دعاوى العلامات التجارية – بلغت حوالي 18% من إجمالي القضايا المرفوعة أمام المحاكم التجارية.
هذه النسبة تعكس أهمية استيفاء الشروط النظامية والإثباتات قبل رفع الدعوى، إذ إن الأخطاء الشكلية أو ضعف الأدلة تعد من أبرز الأسباب المؤدية إلى رفض الدعوى في قضايا العلامات التجارية.
إن فهم أسباب رفض الدعوى في قضايا العلامات التجارية والتفريق بين الرفض الشكلي والموضوعي يختصر الكثير من الجهد والوقت على الشركات والأفراد. دور المحامي هنا محوري في تجنب الأخطاء النظامية وصياغة الدعوى بدقة لضمان حماية العلامة التجارية.
لمراجعة قضيتك والحصول على استشارة أولية من فريقنا القانوني، اتصل بنا عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.
قد يهمك أيضًا:
- أحكام قضايا تقليد العلامة التجارية في السعودية 2025: غرامات وسجن وتعويضات.
- كيف يمكن تخفيف عقوبة تقليد علامة تجارية في السعودية؟ وأثر الصلح في الحكم.
- إسقاط الدعوى الكيدية في قضايا العلامات التجارية بالسعودية: الدليل النظامي والعملي.
المصادر:
- نظام العلامات التجارية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/21) وتاريخ 28/5/1423هـ.
- نظام المحاكم التجارية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/93) وتاريخ 15/8/1441هـ.
- نظام المرافعات الشرعية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/1) وتاريخ 22/1/1435هـ، وتعديلاته.
- لائحة الرسوم القضائية، الصادرة بالمرسوم الملكي رقم (م/16) وتاريخ 30/1/1443هـ.
- إحصاءات القضاء لعام 2023.

حاصل على درجة بكلوريوس اختصاص شريعة إسلامية – جامعة أم القرى – معدل ممتاز.
خبرة واسعة في تقديم العديد من الخدمات والاستشارات القانونية للعملاء الأفراد والشركات وفي كافة القضايا.